*
*
*
مـرت بى حـالة ضيـق خـانقــة
size=16]فأسرعت إلى مرآب السيارة لأنطلق بها إلى أى [/size]
مكان أتنسم فيه نسمة هواء صافيـة .
ولم أدرِ إلا وأنا أقف بالسيــارة نـــازلا منهــــا على
( كـوبرى استــانـلى ) بالإسكندرية
جلست على أحد المقاعد الحجرية المعـدَّة لذلـك
، فلطالمـــا كانت تجلــس بجانبى أحيانا كثيــرة كلما
أتعبنا الاتكاء على السياج الحديدى
البحــر تحت أقدامى وأمامى باتســاع الأفـق ، وخليج
استانلى خلف ظهرى
( حيث فى الصيف تسبح وتمرح جموع غفيرة من
المصطافين والمصطافات على شاطئهِ )
ورغم ضجيج السيارات المارقة المسرعة على الكوبرى
وصخب الأمواج هنا وهناك ماكنت أسمع ولا أدرِ إلا
ماكنت أسمعه وأراه من ذكريات الماضى
البعيـــــــد
:
:
و القريب
0
0
[/size]صــوتٌ من الأمــسِ ما أنفــكُّ أسمَعُــــهُ
مُــــــرَدَّدُ اللـَّحــــن فى بـــالى مُـرَجَّعُـــهُ
لحـــنٌ شجــىٌّ لطيــف الوقـــعِ ســـاحِرُهُ
يـــدُ الليـــالى على قلــــــبى تـُــوَقـِّعـُـــهُ
إذا تـرّدَّدَ مِنــهُ فــــى الضلـــــوعِ صـــــدىً
ثــارَ الحنيـــنُ ونَــدَّى الجَفـــنَ مَــدْمَعـُــهُ
حـُـبٌ يظـَـلُّ بنفـــس المَـــرْءِ مُنسَـــرِبَــاً
ومِــن نـَبضِ القــلـوبِ تصـفــو مَنـَابـِعُـــهُ
طيـفٌ مــدى العمــر مـن ماضِىَّ يتبعـنى
ودَدْتُ لــو أنــنى مــا شــاءَ أتـْـبَــعَُـــــــهُ
مَن أنـتِ يا مـَـنْ مِنَ الماضِـى تـُخاطِبُـنِـى
ومِنْ قــرارةِ نفسِــى هَمْـسُـكِ أسمَعـُــهُ ؟
تظــلُّ وتـُحْيى الذى قد مات من عـُمــرى
وما تـَـشـَـتـَّـتَ مِنْ ماضِـىَّ تجمَـعـُـــهُ
نعـَـمْ وتحــكِى لقلبـى مِـن مــآربَـــــهُ
مـاكـــان ينشـُـدُهُ قِــدْمــاً ويُــزْمِــعـُـــهُ
حديــثـُكِ العـذبُ مهمـا طـال يـؤنِــسَـهُ
وبالـزمان الـذى قـــد مــرَّ يُــــولِــعـُــــهُ
يـارُبُّ زمـــان غضـير الحُـسـنِ رائِـقـُـــهُ
قـد راحَ وهــو حثيــثُ الخـَطـْوِ مُـسـْرِعـُهُ
مَـــرَّتْ عليــهِ ضحكـاتٌ منــكِ ســـاحِرَةٌ
فهــاجَ بى الشـــوقَ مغنـَــاهُ ومَــربَــعـُــهُ
وهــامَ قلبــى علــى آثارِهــــا لَـَهـِـجَـــــاً
يَـــــودُّ لـو أنَّ هـــذا الـدَّهــرُ يُـرْجـِــعـُـــهُ
0
0
وَرُبَّ غـــرام بـروحـــى مُـزهِــرٍ نـَضِــر
زرعـْتـَـــــهُ وارفَ النبــتِ مـُمْــرعُـــــهُ
ورفيفٍ من الـحنـــــان أنــتَ واهِبُــهُ
ومِــن حنيــنٍ خـَـفِــىٍّ أنــتَ مُبــدِعـَــهُ
ومنــظــرٍ للشمس وهى مُشــرقـَــةٌ
هفــا لها الكــون إذ همَّــت تودِّعُــهُ
وجمــالٍ حيـَّـــت الأرواح ُغـُــــرَّتــُـــهُ
وشــدى الطيــرُ والأزهـــارَ مطلَعـُـــهُ
هــذا إدِّكــارى : مِلْءُ القلب مِن صُــوَر
دِفءُ الأنوثــةِ يَشْجــــوهُ ويُمَتـِّعـُــــــهُ
وسالِفــاتِ عهــــودِى فـى مباهِجِهــا
يُرَوِّيــنِى نـَــــدِىَّ الثــَّغــــــرِ مُــونِعُــــهُ
حُســـنُ الحيـــاةِ إلـْـــفٌ فى الفــؤادِ لـَــهُ
عهــــدٌ بقــلبـى بـَـــاقٍ لا أضَيِّــعُــــــهُ
وليـــسَ بالقلــبِ ذِكـــرٌ من أخِـــى سَفـَــهٍ
يبقـَـى بقـلبــى مـــدى الأيــام موضِعـُـــهُ
مَـــــنْ رامَ صــافِــــىَ وُدٍّ غيرَ ذِى كَــدَرٍ
فـَفِـــى حنـانِهــــا للـــرُوَّادِ مَشـْـــرَعـُــهُ
أليفـُـهـــا حيـْثــُمـا راقـَـتـْــهُ صـُحـْبـَـتـُهـــا
مُمَنــَّــع النفــس راوى الطــرفِ مُتــرعــهُ
أصفــى الـــــوداد وروداً ثــم أدْوَمُـــــهُ
حبـَّـــا وأعــذبَــهُ ذكــــراً وأنـْقــَعُــــــــهُ
[/center]